[بيان]
تحية لملايين المصريين الذين أسقطوا مرسي بتحركاتهم الباسلة وصمدوا في احتجاجاتهم ودافعوا عنها على مدار أسبوعين مؤكدين أن ثورة يناير لازالت عفية وقادرة على فرض إرادتها على أعدائها. مرة أخرى يتدخل الجيش في المشهد مرتكباً مجزرة دموية قتل فيها عشرات وأصاب مئات من الإسلاميين أثناء فض اعتصامهم أمام مقر الحرس الجمهوري. المؤسسة العسكرية اليوم تقمع الإسلاميين بعنف وشراسة. وبرغم جرائم الإخوان المسلمين بتحريض من قياداتهم، لا يمكن أن تنتابنا البهجة من هذه المذبحة؛ فقد ارتكبت يد العسكر من قبل نفس الغدر بالثوار، أولئك الثوار الذين كانوا يناضلون من أجل استكمال الثورة ووقف في وجههم طنطاوي وعنان ومجلسهم العسكري وتحالف ضدهم الإخوان وأعوانهم.
لم يكن الهدف من هذا القمع الوحشي حماية المتظاهرين أو الثوار، بل "حماية المنشآت"، تماماً كما صرح المتحدث العسكري في المؤتمر الصحفي الذي عقب المذبحة. وفي المقابل، يحمي الثوار مسيراتهم واعتصاماتهم بأنفسهم ويصدون هجمات الإخوان عليهم كما شهدنا في المنيل وماسبيرو. وتندفع اليوم وسائل الإعلام والفلول في تبرير الجريمة بنفس التبريرات التي كانوا يطلقونها على المجازر السابقة التي ارتكبها المجلس العسكري بحق الثورة المصرية.
بل أن الهدف الفعلي من وراء المذبحة هو قطع خطوة أخرى على طريق ترتيب أوراق الطبقة الحاكمة برموزها الجديدة، وفي أثناء ذلك السعي لترسيخ القبضة العسكرية، مما يشكل خطراً على الديمقراطية والثورة نفسها في المرحلة المقبلة، تماماً كما حدث من قبل حينما كانت قوات الجيش والشرطة العسكرية تهاجم الثوار والمعتصمين وحتى العمال المضربين طوال فترة حكم المجلس العسكري.
لا يمكن أن نغفر جرائم الإخوان المسلمين الذين قتلوا المحتجين بالرصاص في المقطم قبل سقوط مرسي بأيام معدودة وكان القتل وقتها تحت دعوى حماية مقر مكتب إرشادهم. ولن نغفر هجومهم على المتظاهرين بميدان التحرير، واستمرارهم في الهجوم على الأحياء والتنكيل بالأهالي الرافضين عودة مرسي مبارك ديكتاتوراً طاغياً على رأس السلطة، ففي خلال أيام قليلة قام مؤيدو مرسي بقتل العشرات وإصابة المئات وارتكبوا جرائم بشعة في سيدي جابر بالإسكندرية وفي المنيل، وفي غيرها الكثير من محافظات مصر وأحيائها.
كما أننا لم ولن ننسى خيانة الإخوان المسلمين وتحالفهم مع طنطاوي وعنان ومن ثم تكريمهم بقلادات النيل، وتحالفهم مع فلول مبارك - الذين انقلبوا الآن عليهم - ومهرجان البراءة للجميع الذي كانوا الراعي الرسمي له، علاوة على تحريضهم على الثوار ودفاعهم عن كافة الجرائم التي ارتُكبت بحقهم طوال فترة حكم المجلس العسكري، في محمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد وغيرها، ثم تحولوا منذ تولي مرسي السلطة إلى الهجوم المباشر على الثوار في ميدان التحرير بعد مرور مائة يوم من حكم مرسي، وفي الاتحادية في ديسمبر الماضي، وغيرها. وبينما كان الثوار يناضلون من أجل استكمال الثورة ضد السلطة العسكرية التي حكمت مصر طوال عام ونصف، كان الإخوان يستقبلون الحرس الجمهوري استقبال الفاتحين بالتهليل والترحيب أثناء دخولهم من شارع محمد محمود، شارع الشهداء وعيون الحرية، لتأمين خطاب مرسي بميدان التحرير في 1 يوليو 2012.
لايزال قياديو جماعة الإخوان يحرضون بكل إجرام على الحرب ضد الشعب، يحرضون ضد الثورة ويحشدون الآلاف على الحرب الأهلية، في محاولة بائسة لإخضاع هذه الموجة الهادرة من الثورة المصرية لاستعادة الطاغوت للسلطة، مستعدين في ذلك لانتهاج كافة الأساليب الإجرامية البشعة في حق الشعب المصري وإراقة أنهار من الدماء، ومحاولة إشعال فتنة طائفية لتفرقة الجماهير كما حدث أول أمس بنجع حسان بالأقصر بقتل 4 من المسلمين والمسيحيين وتهجير عائلات قبطية. هذا علاوة على تحالفهم البغيض واستنجادهم بالإدارة الأمريكية المعادية لثورة ملايين المصريين. وهم يتاجرون الآن بالدين والدم لاستعادة كرسي حاصره الغضب الشعبي.
في مواجهة هجمات واعتداءات الإخوان المسلمين، لن نحتمي إلا بثورتنا وسنحميها من أي اعتداء، فالملايين الذين نزلوا في الشوارع منذ 30 يونيو وحتى اليوم لهم قادرون على التصدي لأي هجوم على ثورتهم... فلنستمر في الاحتشاد بالملايين في الشوارع والميادين، ولنشكل لجاننا الشعبية للدفاع عن أنفسنا ضد بطش جماعة الإخوان، ولنحمي ثورتنا ضد أي اعتداء وفي مواجهة أي محاولات للالتفاف عليها والتمويه على مطالبها وأهدافها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء من القتلة.. كل القتلة.
نناضل مع جماهير الثورة من أجل استمرارها وتحقيق أهدافها
للثورة شعبٌ يحميها.. وكل السلطة والثروة للشعب